طرق الطبيعة العجيبة في التأثير الإيجابي

طرق الطبيعة العجيبة في التأثير الإيجابي وتحقيق حالة نفسية صحية

الطبيعة الطبيبة
التجول بين الأشجار في الغابات أو الذهاب لنزهة على الشاطئ في صباح يوم مشمس، كفيلٌ بإيقاظ كل مشاعر السلام والسعادة الداخلية في النفس. ونجد أن علم النفس البيئي قد قطع شوطاً طويلاً محاولاً إثبات براعة الطبيعة كطبيب، ونجح نجاحاً باهراً.

ميولنا وحبنا للطبيعة هو شيءٌ فطريٌ متأصلٌ في طبيعتنا البشرية. لربما تساءلت عن سبب تفضيل الناس لحجز إقامات في أماكن ذات إطلالات أو شرفات؟ لماذا تتحسن صحة المرضى الذين يحظون بأسرة تطل على منظر طبيعي خلاب أكثر من أولئك الذين يحظون بأسرة في غرفٍ اعتيادية؟ ما السر وراء هروبنا لأحضان الطبيعة من براثن القلق والتعب الذي يطبق علينا الخناق كل يوم؟

 

كتب ” ادرس الطبيعة. أحبَ الطبيعة وابقَ قريباً منها. الطبيعة لن تخيب ظنَك أبداً” فرانك لويلد رايت

يدرس هذا المقال العلاقة الوطيدة بين الطبيعة و البشر بدقة. ما السبب وراء القوة التي تبثها الطبيعة فينا بمجرد الاقتراب منها؟ ما الذي يفعله بنا هذا النسيم؟ أي سحر تلقيه أشعة الشمس الدافئة عندما تلمسنا؟ هذا المقال يستعرض هبة الطبيعة وتأثيرها الحميد على نفسيتنا مستدلاً بالعديد من الأدلة والدراسات والأبحاث.

ما هي الفكرة التي يناقشها المقال؟

  • خمس رسائل علمية مثيرة للاهتمام
  • أهمية الطبيعة لتحقيق صحة الإنسان
  • لمحة سريعة على نظرية التطور السيكولوجي
  • العلاقة بين الطبيعة وصحة الإنسان
  • فوائد مثبتة علمياً للاتحاد مع الطبيعة
  • نظرية استعادة الانتباه
  • خمس طرق لتطبيق التأثيرات الإيجابية للطبيعة في الحياة

نظرة على التأثير الإيجابي التي تمنحه الطبيعة

ذكر المؤلف ريتشارد لوف في كتابه المشهور ” أخر طفل في الأدغال” مصطلح (اضطراب عجز الطبيعة). وفقاً لريتشارد فإن اضطراب عجز الطبيعة لا يعبر عن وجود شذوذ في الدماغ، بل خسارة البشر لارتباطهم بالطبيعة. البقاء بقرب الطبيعة يعزز الصحة الجسدية والنفسية والروحية للإنسان. تجعلنا نشعر بالسلام من الداخل ولا يجب أن نستغني عنها في مقابل الحصول على أحدث التطورات والتكنولوجيا.  تتنوع أشكال الصحة و الطاقة التي يمكن أن نحصل عليها بفضل البقاء بجانب الطبيعة.

دعونا نلقي نظرة عن كثب على كيفية تحقيق ذلك:

تأثير الطبيعة على الصحة:

  • الاستحمام في الغابة، أو ” شرين يوكو” كما يدعى في اليابان، هي طريقة مشهورة لقضاء الوقت بين جنبات الطبيعة. وأشارت الدراسة إلى أن الناس الذين مارسوا “شرين يوكو” تميزوا بجهاز عصبي نشيط ووقاهم اضطرابات الأمعاء المزعجة
  • النشاطات الخارجية تقلل من احتمالات الإصابة بالمشاكل الصحية التي تتعلق بالنظر مثل طول النظر وقصر النظر. وقد أشار استبيان تم اجراؤه على أطفال في أستراليا أن الأطفال الذين يمارسون الأنشطة خارجية نظرهم أفضل من الذين يقضون الوقت في داخل البيت.
  • وقد عزت الدراسات خسارة الوزن إلى الاحتكاك المباشر بالطبيعة. أولئك الذين يخرجون لممارسة التمارين في الخارج يبقون في أوج نشاطهم ونادراً ما يصابون بالسمنة والحالات المشابهة.
  • البحث الذي تم إجراؤه لدراسة نشاط ” الاستحمام في الغابات” اقترح أن الروتين المكون من النزهات أو الرحلات في الطبيعة تساعد المرضى في محاربة الأمراض المميتة من خلال تحفيز إنتاج بروتين المضاد للسرطان. وبالرغم من أننا بحاجة لأدلة أقوى ودراسات أشمل ولكن هذا الاقتراح خير دليل على فوائد الخروج من البيت ومقابلة الطبيعة.

الطبيعة تعزز الصحة النفسية:

  • تساعد الطبيعة في ضبط المشاعر وتطور من كفاءة عمل الذاكرة. لقد أكدت دراسة أجريت على موضوع تأثير الطبيعة الإيجابي على الإدراك أن الأشخاص ” ممن شاركوا في التجربة”الذين ذهبوا في نزهة في الطبيعة كانت نتائج اختبار الذاكرة لهم أفضل من الأشخاص الذين سلكوا طريقاً يؤدي إلى المدينة.
  • النزهات في قلب الطبيعة تفيد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب. فقد أشارت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب خفيف إلى اكتئاب حاد أظهروا تحسناً ملحوظاً عندما تم تعريضها للطبيعة. بل و قد شعروا بالنشاط و الرغبة في التحسن.
  •  وقد كشفت دراسات حديثة أن الخروج من البيت و ممارسة النشاطات تعمل على تقليل هرمون الكورتيزول و تخفيف التوتر. و علاوة على ذلك فإنه يجعلنا محصنين ضد الأمراض التي تصاحبها أمراض أخرى مثل ضغط الدم وتسارع نبضات القلب hypertension and tachycardia “.
  •  النزهات في الطبيعة و الأنشطة الخارجية تعزز قوة الانتباه و التركيز. في الحقيقة إن هناك العديد من الأدلة على أن الاتصال بالطبيعة يساعد على الأداء بشكل أفضل و زيادة التركيز و تقليل احتمال إصابة الشخص بعجز اضطراب الطبيعة 
  • و قد أشارت دراسة أجريت من قبل جامعة كانسس أن قضاء وقت أطول في الخارج و ممارسة الأنشطة يحسن قدراتنا على حل المشاكل و يطور قدرتنا على التفكير الإبداعي.

تعزيز الجانب الروحي

و قد تجادل علماء السيكولوجية البيئية في موضوع ذلك العنصر الثمين المضاف للعلاقة بين البشر والطبيعة. القرب من الطبيعة يجعلنا ندرك كم نحن شاكرين و مقدرين لما تقدمه لنا. في اللحظة التي ندرك فيها كم أن هذا العالم الخارجي مليء بالأعاجيب، يتولد بداخلنا حافز قويٌ لحمايته.
التنفس في الطبيعة يعطينا وعي حسي كامل.  و عندما نقضي بعض الوقت في الهواء الطلق، فإننا أكثر وعياً بما نراه وما نسمعه وما نشتمه وما نشعر به.

نظرة على سيكولوجية البيئة

علم النفس البيئي هو علم دراسة تأثير العلاقة بين الإنسان و البيئة التي يعيش فيها على صحة الإنسان. هو فرع علم الدماغ الذي يركز على العلاقة بين الكائنات الحية (وخاصة البشر) مع الطبيعة ويدرس ديناميات التعايش بين الشخص والبيئة.

علم نفس البيئة هو مفهوم معاصر نسبيًا.  وقد ظهر كأحد فروع علم النفس بعد نشر بحث حول التفاعلات بين الأشخاص في عام 1958 في جامعة نيويورك.

علم النفس البيئي متجذر في الاعتقاد بأن الطبيعة لها دور هام في التنمية والسلوك البشري. يؤمن هذا العلم بأن الطبيعة لها مساهمة حيوية في طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفنا مع الآخرين.

هناك قصة رائعة عن دور الطبيعة في تشكيل السلوك البشري في مذكرات ماركو بولو. حيث ذكر أنه في عام 1272 عندما كان يسافر عبر أجزاء مختلفة من غرب آسيا، أشار إلى أن أهالي كرمان كانوا مهذبين ومتواضعين وحسنو التصرف، بينما كان الناس في بلاد فارس، الذين كانوا في الجوار، قاسيين وغير لطيفين و ملامحهم توحي بالتهديد.

وعندما بحث عن السر وراء هذا الاختلاف، قال الناس إن “التربة” هي المسؤولة عنه. وكما تقول القصة، عندما أمر الملك بإحضار التربة من أصفهان في بلاد فارس واحتفظ بها في قاعة المآدب الخاصة به، بدأ رجاله بإغراق بعضهم البعض بالشتائم واللعنات والتعدي على أهالي بعضهم البعض. 

وفي معظم الأحيان فإن علم النفس موجه نحو حل المشاكل. فهو يهدف إلى لفت الانتباه إلى المخاطر المستمرة والروابط المتداعية بين الطبيعة والبشر والتي تحتاج للمعالجة. من خلال تحديد مجالات المشكلة، يفتح هذا العلم طرقًا للبحث والاستكشافات التي تركز على الحلول. علم النفس البيئي يعمل باستمرار كوسيط مناخي. كما أنه يستكشف الطرق التي يمكننا من خلالها تغيير البيئة المادية التي نعيش فيها، والشعور بمزيد من الارتباط والتعايش مع الطبيعة.

يعمل علم النفس البيئي على تعزيز النظام البيئي الطبيعي الصحي ويشرح كيف تؤثر الأعطال في المواطن تؤثر بشكل مستمر على سلوك الإنسان والمتغيرات الديموغرافية والمجتمع ككل. 

المبادئ الأساسية لعلم نفس البيئة

علم نفس البيئة يتمحور حول الأفكار الرئيسية التالية: 

  • اعتماد الإنسان على الطبيعة يثبت نظرية التطور. نحن أكثر قدرة على التكيف مع البيئة الطبيعية من البيئات التي يصنعها الإنسان.
  • التعرض للضوء الطبيعي علاجي وله آثار إيجابية فورية على الجهاز المناعي ومجابهة التوتر وضغط الدم.
  • يوطد الاتصال بالبيئة فكرة العلاقة بين البشر والمكان المحيط بهم وزيادة الإدراك البيئي.
  • البشر قادرون دائمًا على تحسين البيئة التي يعيشون فيها.
  • البشر دائمو القبول والاندماج مع التغيرات التي تطرأ في المجتمع والبيئة. يعيدون تشكيل هوياتهم وانتماءاتهم الاجتماعية وفقًا للمساحة المادية التي يعيشون فيها.

أربع أمثلة توضح الطبيعة في علم النفس:

الطبيعة لها معنى عميق في علم النفس والذي يشمل المكونات الأساسية لوجودنا، بما في ذلك جيناتنا. يستكشف مفهوم تنشئة الطبيعة الشائعة في علم النفس التنموي جميع المتغيرات التي تشكل وتؤثر على العلاقة التي تشترك فيها علاقاتنا الداخلية (سمات الشخصية والعوامل الوراثية) والعالم الخارجي (البيئة المادية التي نعيش فيها).

تعمقت نظرية الفلسفة الحيوية في عام 1984 في العلاقة بين الإنسان و الطبيعة. و قد كان عالم النفس الألماني إريك فروم أول من استخدم هذا المفهوم و قد عرَّفه بأنه ” أن تكن المحبة لكل شيء حي.” قام عالم الأحياء أمريكي الأصل بتطوير هذا المفهوم و قدم فيما بعد اقتراح ينص على أن:  ” الميل البشري نحو الطبيعة له أساس وراثي “

الإجهاد والطبيعة: 

أكدت تجربة واسعة النطاق أجريت على 120 عينة دور الطبيعة في الحد من التوتر والتعامل معه. عُرِض على كل مشارك صورًا طبيعية أو بيئة حضرية. كشفت البيانات التي تم الحصول عليها من هذا الاستطلاع أن المشاركين الذين نظروا إلى صورة البيئة الطبيعية كانت لديهم درجات منخفضة في مقاييس التوتر ومستوى نبض ودقات قلب أفضل.

علاوة على ذلك، وجد الباحثون أن معدل التحسن في ضغط الدم كان أعلى بكثير في المشاركين الذين تعرضوا للطبيعة أكثر من أولئك الذين شاهدوا الأجواء المتحضرة. وأشادت مجريات هذه الدراسة بقوة بالدور الذي تلعبه الطبيعة في تحسين ظروف الصحة العقلية العامة بما في ذلك مجابهة التوتر. 

 

مساهمة الطبيعة في تعزيز قوة الانتباه:

  • اقترحت راشيل وستيفن كابلان في عام 1980 حقيقة أن البقاء على مقربة من الطبيعة يحسن التركيز ويعزز قوة الانتباه، وتوضح النظرية أن البقاء على مقربة من الطبيعة يمنحنا النشاط ويقلل من التعب. 
  • قضاء الوقت و مشاهدة إحدى مشاهد البيئة الطبيعية الخلابة  مثل غروب الشمس أو الشاطئ أو السحب أو الغابات تنمي تفكيرنا الإيجابي دون بذل جهد كبير لنا، وتساعدنا على استعادة طاقة الحياة التي امتصتها العواطف السلبية منا.

أزمات المناخ والإنكار:

من الأمثلة المهمة على الطبيعة في علم النفس الإنساني الأبحاث المتعلقة بأزمة المناخ أو تغير المناخ. تعتبر أزمة المناخ والاحتباس الحراري من الشواغل الدولية اليوم، ويرى بعض علماء النفس أن تأثير تغير المناخ واسع للغاية ولا يمكن تخيله، لدرجة أننا نختار في كثير من الأحيان تجاهله.

ومع ذلك، فإن تأثير تغير المناخ على علم النفس البشري والصحة العقلية متجذرٌ . فتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ على مر السنين كان له تأثير كبير على الطريقة التي نفكر بها ونتصرف ونقرر وننفذ الخطط. ايضاً تؤثر التغييرات البيئية على الطريقة التي نتواصل بها مع بعضنا البعض، والطريقة التي نستقبل بها العواطف و ردَات الفعل التي تصدر عنا. 

على الرغم من أن معدل الرفض قد يبدو ضئيلًا، يشير الباحثون إلى أنه يكفي لإنشاء فجوة في الحكم قد تتسبب في شك الناس في مساهمتهم في التسبب بالأزمات المناخية. بغض النظر عن الاتجاه الذي يسلكه الحكم، لا يمكن إنكار أن أزمة المناخ ستستمر في التأثير على عقول البشر بطريقة أو بأخرى.

علم النفس، القيم، والطبيعة:

كشفت تجربة أجريت على ملاك الأراضي في ولاية بنسلفانيا أن البقاء على مقربة من الطبيعة يضيف إحساسًا بالقيمة تجاه الذات والآخرين وتجاه الطبيعة الأم. و أن الطبيعة تعزز التواصل وتتيح الطريق للشعور بالامتنان والتقدير. أظهرت النتائج أن المشاركين الذين لديهم اتصال أعلى مع الطبيعة وامضوا المزيد من الوقت في الهواء الطلق كانوا أكثر مسؤولية وقلقاً من الناحية البيئية، وأكثر سعادة في علاقاتهم الشخصية.

تأثير العلاقة بين البشر والطبيعة على الصحة

يدرس هذا البحث يعنوان  مراجعة نقدية حول العلاقة بين الإنسان والطبيعة وتأثيرها على الصحة: جميع جوانب الترابط بيننا وبين الطبيعة وكيف تؤثر على صحتنا العامة و سعادتنا.

و عرَف المؤلف فالنتين سيمور علاقتنا بالطبيعة في حدود  الارتباط الوثيق مع المبادئ الداروينية لعلم النفس التطوري. وضحت الدراسة مفاهيم البيولوجيا التطورية والاقتصاد الاجتماعي وعلم النفس والبيئية واستكشفت كيف يؤثر تفاعل كل هذه العوامل على صحة الإنسان.

نتائج بحوث متعدد التخصصات تشير إلى:

  • البقاء على مقربة من الطبيعة يحسن أحوال الجسد مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والألم المزمن.
  • يعزز الارتباط القوي بالبيئة الطبيعية الصحة العاطفية ويخفف من مشاعر العزلة الاجتماعية. إضافة إلى ذلك ، يساعد الأفراد الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية مثل اضطرابات الانتباه ، واضطرابات المزاج ، وأشكال القلق المختلفة.
  • الأشخاص الصديقون للطبيعة هم أكثر وعياً ومسؤولية بالبيئة.يستغلون محيطهم المادي بطريقة عقلانية ، ويكونون أكثر نشاطًا في التأثير 
  • على القضايا التي قد تساعد في الحفاظ على البيئة التي يعيشون فيها.

دراسة متعددة الجوانب حول العلاقة بين الإنسان والطبيعة:

الدراسة التي بعنوان ” العلاقة بين البشر و الطبيعة (اتش ان سي ) هي دراسة متعددة التخصصات سعت لاستكشاف نطاق واسع من العلاقة بين النسبية و قابليتنا لتحمل المسؤولية أفعالنا تجاه الطبيعة، و تدرس السبب وراء كون معظم الناس غير مدركين لفوائد البقاء على مقربة من الطبيعة.

تضمنت الدراسة العديد من التقييمات السيكومترية والمقابلات الشخصية والنتائج التي حصل عليها فيشر وآخرون ، مجموعة قوية من الأسباب التي تجعل العلاقة بين الطبيعة البشرية حيوية لحياة الإنسان واستدامته. 

الدراسة التي أجرتها جامعة تسمانيا عن الطبيعة والتجربة الفاعلة.

نشر ديفيد هاورد هذه الورقة البحثية في عام 2016 ودرس تأثير علاقة الطبيعة مع تحسين ظروف الصحة العقلية لدى الطلاب.

مع وجود أدلة قوية وأمثلة مدعومة بالبحث ، اقترح أن التوسع في عرض الموضوع للطالب أفضل من عرض الموضوع بشكل سطحي. و قد درس الآثار المترتبة على التعليم في الهواء الطلق وخلص إلى أن الأطفال الذين تلقوا التدريب في الهواء الطلق كانوا أكثر ارتياحا وتوازناً من الناحية العاطفية.

ليس ذلك فحسب ، فالمعلمين في الهواء الطلق ، وفقًا للباحث ، كانوا من أصحاب الصحة العقلية السليمة وأحبوا وظائفهم أكثر من المعلمين في بيئة محكومة. جذبت الدراسة العديد من القطاعات التعليمية وشجعت المعلمين والميسرين على احتضان الأنشطة الخارجية كجزء لا يتجزأ من الدورات التعليمية.

دراسة أجريت على ربط الأطفال بالطبيعة:

من المهم أن يتم تعزيز ثقافة الخروج و ممارسة الأنشطة الخارجية من سن مبكرة.

بدلاً من تشجيع أطفالنا على قضاء الوقت أمام الشاشات، يجب على الآباء و مقدمي الرعاية و المُعلمين دفعهم لقضاء المزيد من الوقت في الخارج على العشب الأخضر او حتى ان كانت بيئة صحراوية او طينية المُهم ان يكونو على مقربة من الطبيعة.

و قد قدم البحث الذي بعنوان ” فوائد اتصال الأطفال بالطبيعة ” مبادرة حقيقية لدعم الحفاظ على البيئة و زيادة الوعي بأهمية الطبيعة بين شباب اليوم وتستكشف الدراسة أسباب الانفصال الذي يعاني منه الجيل الشاب وتقترح منهجًا فعالًا يمكن أن يساعد في تحسين المعاملة بالمثل بين الطبيعة والبشر.

خمس طرق للتمتع بالتأثيرات الايجابية للطبيعة  في حياتنا:   

١- امشِ بكثرة:

نحن نعلم أن المشي مفيد للقلب والعضلات ومعدل الأيض بشكل عام. ومؤخراً أثبت العلماء أن المشي في البيئة الطبيعية يحسن صحتنا العاطفية أيضًا. و  كشفت دراسة أجرتها ونشرتها جامعة ستانفورد في كاليفورنيا أن المشاركين الذين ساروا في الحدائق الخضراء أظهروا المزيد من الاهتمام والتركيز ، أكثر من المشاركين الذين ساروا في مناطق حضرية مغلقة أو على جهاز المشي. ليس ذلك فحسب ، بل أظهرت المجموعة السابقة أيضًا مشاركة أقل في التفكير السلبي وشعرت بثقة أكبر في نفسها من المجموعة الأخرى. 

٢- احتفظ بنوتة صغيرة خاصة بالطبيعة:

نوتة الطبيعة هي طريقة مبتكرة وفريدة من نوعها لتشرب المشاعر الإيجابية للطبيعة في حياتنا اليومية. كثير من الناس الذين يشجعون هذه العادة يعبرون عن مشاعر السلام والبهجة الداخلية. في هذه النوتة ، يمكننا أن نجمع ونلاحظ كل شيء عن لقاءاتنا مع العالم الخارجي.

على سبيل المثال ، بعد المشي على الشاطئ في مساء غائم ، يمكننا رسم بعض السحب في المجلة أو رسم البحر وكتابة ما شعرنا به عندما كنا نسير عبر الشاطئ المنسم. يجمع العديد من الأشخاص أشياء صغيرة مثل حصاة أو أزهار أو ريش أو أوراق ، ويلصقونها في النوتة المخصصة للطبيعة بأفكارهم المتدفقة فيها. هناك طريقة رائعة لقضاء بعض الوقت الجيد في الطبيعة بحيث تحمل معك جزءاً منها في حياتك.

٣- اقضِ بعض ساعات العمل في الخارج: 

يتمتع معظم المهنيين العاملين اليوم بالمرونة للوصول إلى المهام اليومية في الخارج (بفضل التكنولوجيا). يمكننا اختيار قضاء جزء من يوم العمل لدينا في الخارج لتجنب رتابة مساحة المكتب القديمة و المملة.

ربما يكون مجرد غداء عمل في الحديقة أحد الأمثلة لنقل ساعات العمل في الطبيعة. إن قضاء بعض الوقت في الخارج بمفردك  أو مع زملاء العمل يعطي دفعة فورية لتنشيط العقل ، مما يقلل من القلق والإحباط الناتج عن العمل بلا كلل لساعات طويلة. 

٤- ازرع نباتات في بيتك:

زراعة النباتات في المنزل لا يضيف فقط الجمال إلى مساحتك ، بل يساهم أيضًا في تنقية الهواء الذي تتنفسه. 

وجود النباتات في المنزل يوازن ويسكن الأجواء المنزلية ويساعد في تحسين عملية التنفس. لقد أثبتت الدراسات أن النباتات الداخلية أوالنباتات المزروعة في  الحديقة خارجاً مفيدة للصحة العقلية للأشخاص الذين يعيشون هناك. فهي تساعد في تحسين الوعي الحسي ، والوظائف المعرفية ، وتعزز التركيز. إن النباتات التي نبقيها في داخل البيت تعيد وصلنا بالطبيعة و تمتع حواسنا وتجلب شعورًا هادئًا عندما نبقى على مقربة منها.

٥- اجعل حميتك الغذائية متوازنة بالاستعانة بمزيد من العناصر الطبيعية: 

النظام الغذائي هو بلا شك وسيلة رائعة لإقامة علاقة قوية مع الطبيعة الأم. من خلال استهلاك المزيد من البروتينات النباتية والفيتامينات والمعادن ، يمكننا مساعدة أجسامنا في الحفاظ على حالة مثالية من الأداء و التوازن.

أثبتت الأبحاث الحديثة للرعاية الصحية أن استهلاك البروتين النباتي يرتبط بانخفاض معدلات الوفيات مقارنة بالبروتينات الحيوانية. و في النهاية فإن استبدال اللحوم بالخضروات والحبوب – إذا كان ذلك يجلب لنا الصحة الجيدة والعمر الطويل ليست فكرة سيئة أبداً!

 

بيت القصيد:

البقاء على مقربة من الطبيعة ، ومراقبة كل العناصر الصغيرة والهامة فيها ، وتقديرها من جوهرها ، هو علاج وعلاج ذاتي. حتى و إن كان جل مما نفعله هو الحديث و ليس الفعل ، يمكننا أن نتعلم الكثير من التواصل مع محيطنا الطبيعي. إنه يعطينا وجهة نظر لحياة أكثر صحة ، و دافع لمواصلة المضي قدماً ، والطاقة للاستمرار في المحاولة. لأنه لا يوجد رابط أكثر بدائية وراسخ فينا من حبنا للطبيعة ورعاية الطبيعة لنا.

 

وسلامتكم ..